الثلاثاء ٣١ يوليو ٢٠١٨ م .. ٢٤ أبيب ١٧٣٤ ش.
كلمة قداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني في صلاة جناز مثلث الرحمات نيافة الحبر الجليل الأنبا إبيفانيوس أسقف ورئيس دير القديس مقاريوس ببرية شيهيت بكنيسة القديس الأنبا مقار الأثرية بوادى النطرون
+ باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. تحل علينا نعمته وبركته ورحمته تعزينا جميعا لقد كان بالحقيقة أسقفًا منيرًا لكل من حوله رغم الألم الذى يعتصرنا جميعًا ويعتصرني انا شخصيًا الى اننا على رجاء القيامة نودعه كما تعلمنا كنيستنا الارثوذكسية .
أننا امام هذا الناسك الجليل لا يهتز ايماننا بالله ضابط الكل فالله يضبط هذه الحياة وليس شيئ بعيد عن هذا نؤمن ان الله انه يضبط حياتنا بكل تفاصيلها ويضبط رحيلنا من هذه الحياة نؤمن ايضًا انه صانع الخيرات للجميع للأبرار والاشرار ويظهر شمسه على الصديقين والخطاة ونؤمن أيضًا انه محب للبشر حتى الخطاة فينا وان كان لا يحب الخطية ولكنه يحب الانسان الخاطيء لعله يتوب ويستيقظ قبل فوات الاوان .
المتنيح نيافة الأنبا إبيفانيوس الذى غادرنا بهذا الرحيل المفاجئ كنًا نري فيه نموذجًا مشرقًا وكما استمعنا فى الصلوات انه كوكب مضيء تضيئ به المسكونه وهو كوكب مضيئ بالحقيقة وقد إستضاءت به والحقيقة أيضًا فى كل مكان ذهب اليه وخدم فيه فى حياة نيافة الأنبا إبيفانيوس نتعلم الكثير والكثير وأود ان أضع أمامكم ثلاث صفات واضحة فى حياته كان يمتاز بوداعة الحكمة وغزارة المعرفة وبساطة حياة .
+ الصفة الأولى : وداعة الحكمة
فى الواقع هو أول أسقف سمحت العناية الألهية أن يقام فى زمننا هذا كان يمتاز بوداعة الحكمة عندما تراه وتتكلم معه تشعر بهذه الوداعة الشديدة والاصيلة حتى فى صمته وابتسامته المريحة فى أرائه الصائبة و كان واديعًا ودائمًا يبحث عن سلام الكنيسة والدير وسلام كل الموجودين ولم تكن الوداعة مجرد صفة بل كانت ملتحفة بالحكمة كان حكيمًا عندما تناقشة فضلا عن كونها نعمة من الله كان حكيما لما كنت اطلب منه بعد اللقاءات كان حكيما فى اختيار اللجنه وكان رأيه دائمًا صائبًا والحقيقة كنت أسترشد به كثيرًا فى القرارات التى كنت أخذها وداعة الحكمة يأاخوتى صفة نادرة فى هذا الزمان قد توجد الوداعة ولكن بلا حكمة .
+ الصفة الثانية : غزير المعرفة
الصفة الثانية والتى كنت أراها فيه دائماً رغم اننى لم أكن اعرفه من قبل الا عندما اختاره أباء هذا الدير العامر كان في فبراير 2013 وقد حصل على أعلى الاصوات وكان الدير فرح به جدًا ويوم تجليسة يوم فرح كان غزير المعرفة وهذه الكلمة بالحقيقة تنطبق عليه فى علمه ودراساته والمخطوطات التى كان عميق المعرفة بها وكنت أكلفه كثيرًا بحضور بعض المؤتمرات التى تمثل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وكان كوكب مضيء، عبر هذه السنوات الخمس كلفته بأكثر من عشرون مؤتمر حول هذا العالم وكانت هذة المؤتمرات يمثل فيها وجه الكنيسة القبطية ووجه مصر وإستضاءت بمعرفته المسكونه وكان واقعًا غزيرالمعرفة، فكان عندما نقيم حلقات تعليمية للاباء الرهبان او الأمهات الراهبات كان يشترك ويلقى محاضرات ويعلم الاباء ويرشدهم ويجاوبهم على كل الاسئلة وجعل المعرفة فى تناول كل أحد، فليست الأسقفية لقب او لبس او منظر بل هى قامة روحية وعلمية ودراسية وكان أخونا الحبيب بالحقيقة نموذجًا وقامة وكان يحتل هذة المكانه أمام كنائس العالم كان يشرف الكنيسة القبطية وغزارة المعرفة كان من خلالها انتاج الكثير من الكتب وقام الدير بطباعتها وكانت كتابات متنوعة سواء كانت فى المجالات الطقسية القداس الكيرلسى وفى المجالات كتابية سفر التكوين وان لا أحصر ان اذكر امثلة، وعندما زرت هذا الدير بعد سيامته بسنه يوم 10 مارس 2014 اتذكره بكل خير فى رحاب الاباء الاحباء وقدم 6 من الاباء للسيامة كهنه وزرت هذا الدير العامر ومكتبة المخطوطات فهذا الدير نفتخر انه أحد أديرتنا القبطية الأرثوذكسية كان غزير المعرفة وقلما نجد هذا النوع من الاباء .
+ الصفة الثالثة : بساطة الحياة
رغم وداعة الحكمة وغزارة المعرفة الا انه كان يتمتع ببساطة الحياة قلايته تشهد على ذلك ملبسه يشهد على ذلك وطعامه يشهد على ذلك كان بسيط الحياة جدًا حتى فى حضورة فى بعض اللقاءات سواء داخل مصر او خارجها دائمًا يأخذ المتكأت الاخيرة معه ، كان بسيطًا فى حياته حتى فى تعليمة لم يضع الامور الصعبة او المصطلحات الصعبة حتى يفهم كل أحد حتى فى إجابته للاسئلة عندما كانت تطرح عليه أسئلة من الشباب فى اى مناسبة كان يختار اجابات بسيطة وسهلة والبساطة فى الاجابة هى عمق ، نيافة الانبا إبيفانيوس خسرناه بالحقيقة ولكن اسمه مستمد من النور فهو بالحقيقة كان نورًا فى مجمعنا المقدس وصورته ومثاله وأسمه سيظل خالدًا وطوبى لهذا الدير الذى أنجب هذة الشخصية المباركة الذى له تاريخ وعاش فيه القديسين ونهجوا النهج الروحانى ومجدوا الله بحياتهم ولهم سير حسنة عبر التاريخ نقرأ فيها عبر القرون فطوبى لهذا الدير الذى أنجب هذا الأسقف الذى أستضاءت به المسكونة .
+ أنا أشهد امام الله وأمامكم ان هذا النموذج الرفيع فى المعرفة والقامة الروحية كان فى عمله طبيب متميز ومتفوق وكان هادئًا وسط أسرته المباركة التى جعلته مرتبط بالكنيسة منذ نعومة أظافره وعندما جاء الوقت فى سن الثلاثين دخل الى الدير وتتلمذ على يد شيوخ الدير وصار محبوبًا ومحبًا للجميع وبعد ما يقرب من ثلاثين سنة أختير للأسقفية بناء على رغبة الاباء الأحباء وصار أسقفًا وصارعضوًا فى مجمع كنيستنا القبطية الأرثوذكسية ، ورغم أن أسقفيته لم تدم الا خمس سنوات وعدة شهور قليلة الا انه قدم لنا رسالة حية وبالحقيقة ينطبق عليه ” ماهى حياتكم انها بخار يظهر قليلًا ثم يضمحل “هذة هى الحياة ان لم نتعزى ونتعلم من هذا الانسان الملائكي الذى أهدته لنا السماء وجعلته كالمنارة منيراً ويكون نموذجًا أمامنا فسوف نخسر كثيرًا وهو ظهر بيننا كأسقف وكان فى الدير بنفس الصفات الجميلة ولكن عندما صار أسقفًا زار أماكن كثيرة وبلاد أكثر وكل مكان حل فيه حلت فيه النعمة وحلت فيه الفرحة والبركة .
+ الرهبنة يا أبائي الأحباء هى قامة روحية يجب أن تكون الرهبنة لامعة ومضيئة وهذه مسؤليتنا جميعًا وان كنا تعرضنا لهذا المصاب الجلل الذى اهتم به كل العالم وقد عزتنا فى نياحته هيئات عالمية مثل مجلس الكنائس العالمي والمجالس الاقليمية المسيحية وهنا الكنائس المصرية وأيضًا جميع المسؤلين كلًا منهم فى مسؤوليته ، ولكن رحيله هذا أصاب الجلل أصاب كنيستنا، انه امر ليس يسيرًا ولكن نؤمن بالله ضابط الكل طوباك أيها الأسقف المبارك طوباك حللت بيننا وقدمت لنا نموذجًا رفيعًا وبهيًا تعلمنا منك الكثير والكثير وكنت رسالة لنا جميعًا أدعوكم يا أخواتى ان تتعلموا من سيرته ومن كتاباته ومن شخصه لقد أختطف من بيننا وصار كالزهرة النيرة التى توضع فى مكان متميز فصار فى السماء حيث معية الله وصحبة القديسين حيث الفرح السماوى والبعد عن هموم الأرض واتعابها واطماعها، ماذا ستجني أيها الأنسان ؟ ستجني التراب فلا يكون فى النهاية سوى تراب الارض ولذلك هذا الأسقف المبارك أعطأنا عظة كاملة بحياته وكيف ان الحياة فى لحظة تنتهى فلنتوب يا أخوتى بالحقيقة لاننا عندما نقف امام الله لا نجد ما نقول سوى توبتنا هذا النداء يقدمه لنا أخونا الحبيب ونحن نودعه هو مات بالحقيقة ولكنه عائش فى قلوبنا الذين نحبهم لايموتون يعيشوا فى قلوبنا يعيشوا فى ذاكرة الكنيسة والدير الذى تعامل معهم ويصير لنا شفيعًا ومصليًا يصلى من أجلنا فى السماء ومن أجل الكنيسة ومن أجل أسرته التى أنجبته التى عاش فيها وتعلم منها .
أنا يا أخواتى رغم مرارة الألم الذى فينا ومشاعرنا الداخلية الحزينة الأ اننا نرفع قلوبنا الى السماء فنرى الحياة متسعة ونرى ان السماء تستطيع ان تطيب خاطرنا ونري يد الله وهى تعزينا جميعًا ، طوباك ايها الأسقف المبارك وطوبى لرهبنتك وأسقفيتك وكهنوتك وخدمتك وطوبى للنموذج الذى قدمته نشكر كل الاحباء الذين عزونا وشاركونا هذا الألم ولهم السلام الحقيقى فى قلوبهم انتم أباء رهبان تنتموا الى دير القديس العظيم مقاريوس الكبير ولا تنتمون الى أى احد اخر ، انتم ابناء واحفاد هذا القديس العظيم ببرية الأسقيط مقاريوس انتم أبناء الدير ومنذ دخولكم الدير صار بينكم شيوخ لهم قامات روحية وصار الجميع ينتمى الى اب الرهبنة الكبير مقاريوس الكبير أحفظوا كلامكم وأحفظوا رهبنتكم وأخرجوا منكم اى انحراف بعيد عن هذه الرهبنه وهى أمانه فى يد كل أحد فلتحفظوا السلام والهدوء فى يد كل أحد ولتطردوا كل ضعفاتكم “
وننتظر نتائج التحقيقات وكما أشار نيافة الأنبا دانيال ابتعدوا عن اى شائعات ولا من حق الأباء الرهبان الظهور الأعلامى فقد انقطعتم عن العالم ، منذ دخولكم الدير ، ليحفظكم المسيح فى مراحمه ويذكرنا الأسقف المبارك فى صلواته وتشفعاته ولنكمل أيام غربتنا بسلام
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
كلمة قداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني في صلاة جناز مثلث الرحمات نيافة الحبر الجليل الأنبا إبيفانيوس……… على الساوند كلاود
https://soundcloud.com/media-center-157147919/lklade189jax