في اليوم الثاني من شهر بؤونة من سنة 1512 للشهداء ( 1796م ) تنيَّح القديس البابا يوأنس الثامن عشر البطريرك السابع بعد المائة من بطاركة الكرازة المرقسية. وُلِدَ هذا القديس بالفيوم من أبوين مسيحيين أسمياه يوسف، وقد ربياه تربية مسيحية حقيقية. ولما كبر مضى وترَّهب بدير القديس الأنبا أنطونيوس وقد أحبه الرهبان، وكان يفضل الخلوة على الاختلاط بالناس، رُسم قساً، ثم اختاره الرب للبطريركية يوم 15 بابه سنة 1486 للشهداء ( 1769م ).
وقد لاقى هذا البابا شدائد كثيرة من حكام البلاد، ولاسيما من حسن باشا القائد التركي الذي أخذ أموال البطريركية، ونهب بيوت المسيحيين كما تفشى وباء الطاعون حتى أفنى كثيرين.
وفى أيامه أرسل بابا روما يطلب إخضاع الكنيسة القبطية له، فقام الأنبا يوساب الأبح أسقف جرجا وأخميم بالرد على هذه الرسالة وتفنيد دعوى بابا روما، ودافع عن إيمان وعقيدة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية دفاعاً مجيداً. فتراجعت الكنيسة الكاثوليكية عن طلبها. وقد اهتم البابا يوأنس برعاية شعبه وتثبيت المفاهيم الإيمانية عنده، واشترك مع الْمُعَلِّم إبراهيم الجوهري في تعمير الأديرة والكنائس. كما قام بتكريس الميرون في كنيسة القديسة العذراء مريم بحارة الروم بالقاهرة في سنة 1502 للشهداء ( 1786م ). ولما أكمل سعيه الصالح تنيَّح بسلام بعد أن أقام على الكرسي المرقسي ستاً وعشرين سنة وسبعة أشهر وأربعة عشر يوماً. ونُقل جسده الطاهر إلى مقبرة البطاركة بكنيسة الشهيد مرقوريوس أبى سيفين بمصر القديمة.
الحاكم : مصطفي الثالث 1757 ـ 1774م عبد الحميد الأول 1774 ـ 1789م سليم الثالث 1789 ـ 1807م